أكد سماحة قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد "علي الخامنئي"، أن المسيرة الحاشدة لشعبنا في ذكرى انتصار الثورة الاسلامية أثبتت أن تهديد العدو ضد بلادنا و شعبنا لم ينجح.
وقال قائد الثورة الإسلامیة خلال استقباله الآلاف من اهالي محافظة آذربايجان الشرقية في حسينية الامام الخميني (رض) بالعاصمة طهران، ان التهديد البرمجي والناعم يعني التلاعب بالرأي العام للشعب، وبث الخلافات؛ وخلق الشكوك في محاكم الثورة الإسلامية؛ وإثارة الشكوك بشأن الصمود أمام العدو.
واضاف في هذا اللقاء الذي حضره رئيس الجمهوریة مسعود بزشكيان: إنهم يفعلون هذا، وبفضل الله لم ينجحوا حتى اليوم؛ ولم يتمكنوا من خلال إغراءاتهم من زعزعة قلوب شعبنا ووقف شبابنا عن الإرادة والحركة.
واعتبر قائد الثورة الإسلامیة، المشاركة الشعبية الكبيرة في مسيرة ذکری انتصار الثورة الإسلامیة الـ46، رغم كل المشاكل الموجودة، مثالاً على فشل واحباط تهدیدات العدو ضد بلادنا وشعبنا متسائلا أين يوجد شيء كهذا في العالم؟ وقال سماحته: ثمّة مشاكل يعاني منها الشعب، کما لديه توقعات مشروعة ومعقولة، لكن ذلك لا يمنعه من الدفاع عن ثورته، ماذا يعني ذلك؟ وهذا يعني أن التهديد الناعم للعدو ضد شعبنا وبلادنا لم ينجح.
وقال: على أصحاب الأجهزة الإعلانية، وأصحاب التعبير، وأصحاب القلم، وأهل الفن والمعرفة، ومسؤولي الأجهزة الرسمیة الإعلامية والتعليمية والفنية، والشباب المرتبطين بالفضاء الإفتراضي، التركيز على المواجهة ضد التهديد البرمجي للعدو.
وتابع قائلا: لقد تمكنت الثورة الإسلامية من الحفاظ على نفسها كهوية مستقلة وقاعدة ضخمة ومفعمة بالأمل لشعوب المنطقة وخارجها؛ مضیفا أن غضب المستكبرين والمستعمرين في العالم ضد الجمهورية الإسلامية يعود إلى صمود الشعب الإيراني ومقاومته ضدهم.
واستطرد سماحته قائلا: اليوم ليس لدينا أي قلق أو مشاكل فيما يتعلق بالدفاع الصعب وتهديدات العدو، وإن قدرتنا على المواجهة مع التهديدات الصعبة هي في مستوى ممتاز و هو ما جعل الشعب يشعر بالأمان.
واعتبر قائد الثورة الإسلامیة إيمان وروح شباب اليوم في تبريز، تراث المنتفضین في 29 بهمن 1356 (18 شباط/فبراير 1978). وأضاف أن شباب اليوم يعرفون الأصدقاء والأعداء ويشعرون بالقوة، بعيدًا عن الخوف أمام صراخ شخص من جانب وعواء شخص من الجانب الآخر وهم يقفون كالجبل.
واعتبر أنه من الضروري أن يكون شباب أذربايجان على دراية بخصائص الانتفاضة التاريخية لأهالي مدينة تبريز في 29 بهمن 1356 (18 شباط/فبراير 1978) وصانعیها وقال سماحته: إن هذا الوعي يُفشل روايات العدو الكاذبة من أن تسود في الأذهان.
واعتبر قائد الثورة الإسلامیة، أذربايجان الشرقية وتبريز بمثابة الحاجز القوي لإيران في وجه العدوان الخارجي. وأشار إلى جهود بعض المنحرفين المنتمين لنظام الطاغوت وراء تحويل هوية أذربايجان إلى هوية غير إسلامية وقال: لقد حاول هولاء ورا تغيير الهوية الحقيقية للشعب الأذربايجاني بالاعتماد على الخصائص العرقية والآراء المناهضة للدين وما يسمى بالعلمانية، لكنهم فشلوا وفي الوقت نفسه، رفعت تبريز اسم وسمعة إيران من خلال تقديم جواهر لامعة مثل العلامة الطباطبائي والعلامة أميني والأستاذ شهريار.
واعتبر "الإیمان الإسلامي" و"الغیرة الدينية" لأهل تبريز السببين الرئيسيين لانتفاضة 29 بهمن وقال: إن عظمة تلك الانتفاضة لم تقتصر على أنها أجبرت نظام الطاغوت على نزول الدبابات إلى الشوارع، بل إن عظمة تلك الحادثة أصبحت عبرة لجمیع ابناء الشعب وأخرجت أبناء المدن المختلفة إلى ساحة المعركة.
وأضاف سماحته: ثورتنا بمعناها الحقيقي كانت صراعاً بين "النور والظلام" و"الحق والباطل" وكانت تهدف إلى إعلاء شأن الشعب الإيراني وجعل مستقبله عظيماً وإظهار هويته الوطنية.
وأكد قائد الثورة أن بعض التحليلات التي تزعم بأن الشعب الإيراني يصنع أعداء لنفسه، غير صحيحة فقال: إن عداوة أجهزة صنع السياسة في أمريكا المستبدة ليست بسبب ترديد شعار "الموت لأمريكا"، بل هي متجذرة في أن إيران تمكنت من الخروج من نير المستعمرين ولم تستسلم للإملاءات في ظل جهود وتضحیة الشعب.
ووصف التصریحات المتغطرسة للأمريكیین والمطالبة بالاستيلاء على جزء من البلدان من مظاهر الوجود القبيح والعنيف والمفترس والمتسلط للمستکبرین والشبكة الصهيونية المعقدة.
وأضاف الإمام الخامنئي: إنهم لا يتحملون حقیقة أن الشعب الإيراني قد أنشأ حكومة أصبحت أقوى يوما بعد يوم مع مرور 46 عاما بالوقوف على قدميه والاحتجاج على ظلمهم وعدوانهم.
وخاطب الشباب الإيراني قائلا: إن مسؤوليتكم اليوم هي الحفاظ على الروح الثورية وتعزيز التقدم والمضي قدما نحو أهداف الثورة.
ويأتي هذا اللقاء تزامناً مع الذكرى السنويّة للانتفاضة التاريخية لأهالي مدينة تبريز في 29 بهمن 1356 (18 شباط/فبراير 1978).